عنترة بن شداد بن قراد العبسي (525 م - 608 م) هو أحد أشهر شعراء العرب في فترة ما قبل الإسلام، وأشتهر بشعر الفروسية، وله معلقة مشهورة. وهو أشهر فرسان العرب، وشاعر المعلقات والمعروف بشعره الجميل وغزله العفيف بعبلة.
اسمه
اشتقاق اسم عنترة من ضرب الذباب يقال له العنتر وإن كانت النون فيه ليست بزائدة فهو من العَتْرِ والعَتْرُ الذبح والعنترة أيضاً هو السلوك في الشدائد والشجاعة في الحرب. وإن كان الأقدمون لا يعرفون بأيهما كان يدعى: بعنتر أم بعنترة فقد اختلفوا أيضاً في كونه اسماً له أو لقباً. وكان عنترة يلقب بالفلحاء، من الفلح أي شق في شفته السفلى وكان يكنى بأبي الفوارس لفروسيته ويكنى بأبي المعايش وأبي أوفى وأبي المغلس لجرأته في الغلس أو لسواده الذي هو كالغلس، وقد ورث ذاك السواد من أمه زبيبة، إذ كانت أمه حبشية وبسبب هذا السواد الكثيف عده القدماء من أغرب العرب.
درج بعض الرواة على تسمية عنترة باسم عنتر أحياناً، ولربما استناداً إلى ما سمعوه من قوله:
يدعُونَ عنترُ والرّماحُ كأنّها
أشطانُ بئر في لبَان الأدهمِ
وقوله في موضع ثان:
ولقَد شفَى نفسِي وأبرَأ سُقمها
قيل الفَوارس ويْك عنتر أقدمِ
وقد شرح الخطيب التبريزي البيت الأول بقوله: "ويروى عنتر-أي بالضم- فمن رواه بفتح الراء فإنه رخّم عنترة وترك ما قبل المحذوف على حاله مفتوحاً، ومن روى عنتر وضمّ الراء احتمل الوجهين: أحدهما أن يكون قد جعل مابقي اسماً على حاله إلّا أنه قد صار طرفاً كحرف الأعراب، والثاني مارواه المبرّد عن بعضهم أنه كان يسمى "عنتراً"، فعلى هذا الوجه لا يجوز إلا الضمّ، هكذا ذكره النحاس، ويجوز أن يكون عنتر على هذا الوجه منصوباً بـ"يدعون" ". ويذكر شارح القاموس أنه "قد يكون اسمه عنتراً كما ذهب إليه سيبويه". على أن المتواتر في الكتب المعتمدة وماعليه الكثيرون هو أن اسمه "عنترة" لا "عنتر" والعنترة السلوك في الشدائد والشجاعة في الحرب، وهذا أقرب إلى مسمى فارس بني عبس.[1]
مولده ونشأته
ولد عنترة في الربع الأول من القرن السادس الميلادي [2] ، وبالاستناد إلى أخباره، واشتراكه في حرب داحس والغبراء فقد حدّد ميلاده في سنة 525م. تعزّز هذه الأرقام تواتر الأخبار المتعلّقة بمعاصرته لكل من عمرو بن معدي كرب والحطيئة وكلاهما أدرك الإسلام[3].
أمه كانت أميرة حبشية يقال لها زبيبة ررغر، أُسرت في هجمة على قافلتها و أعجب بها شداد فأنجب منها عنترة، وكان لعنترة اخوة من أمه عبيد هم جرير وشيبوب. وكان هو عبداً أيضاً لأن العرب كانت لا تعترف ببني الإماء إلا إذا امتازوا على أكفائهم ببطولة أو شاعرية أو سوى ذلك[4].
نسبه
هو: عنترة بن عمرو بن شداد بن معاوية بن قراد بن مخزوم بن ربيعة وقيل عوف بن مالك بن غالب بن قطيعة بن عبس بن بغيض بن ريث بن غطفان بن سعد بن قيس عيلان بن مضر.[5]
صفاته
وُلد عنترة لأب عربيّ وأمّ حبشيّة، فجاء مختلفاً عن بقية أقرانه في ضخامة خلقته وعبوس وجهه وتلفلف شعره وكبر شدقيه وصلابة عظامه وشدة منكبيه،وطول قامته، وشبه خلقته لأبيه شداد.[6]
حياته في العبودية
ذاق عنترة مرارة الحرمان وشظف العيش ومهانة الدار لأن أباه لم يستلحقه بنسبه، فقد كان أبوه هو سيده، يعاقبه أشد العقاب على مايقترفه من هنات، وكانت سمية زوجة أبيه تدس له عند أبيه وتحوك له المكائد، ومن ذلك أنها حرشت عليه أباه مرة، وقالت له: "إن عنترة يراودني عن نفسي". فغضب أبوه غضباً شديداً وعصفت برأسه حميته، فضربه ضرباً مبرحاً بالعصا وأتبعها بالسيف، ولكن سمية أدركتها الرحمة في النهاية فارتمت عليه باكية تمنع ضربات أبيه، فرقّ أبوه وكفّ عنه. فاعتبر عنترة بشعر يقول فيه[7]:
أمِــن سميـة دمع العين تذريـفُ
لو أن ذا منك قبل اليوم معروف
كأنها يــوم صــدّت مــاتكلمني
ظبي بعسفان ساجي الطرف مطـروف
تجلّلتني إذ أهــوى العصا قِبلي
كأنهـا صنــم يُعتــاد معكــوف
المــال مـالكم والعبد عبـدكم
فهــل عذابك عني اليـوم مصروف
تنسى بلائي إذا مـاغـارة لقحـت
تخرمنها الطـــوالات السـراعيف
يخرجن منها وقد بلّت رحــائلها
بالماء يركضها المُرد الغطاريف
قد أطعنُ الطعنة النجلاء عن عرضٍ
تصفر كــف أخيها وهــو منـزوف
لا شك للمـرء أن الـدهر ذو خلف
فيه تفــرّق ذو إلــف ومــألوف
استلحاقه بنسب أبيه
ذلك أن قبيلة طيء أغارت على عبس في ثأر لها، إذ سبق لقبيلة عبس أن غزتها واستاقت إبلها، وكان عنترة مع بني قومه في حومة النزال، ولكنه اشترك مدافعاً لا مهاجماً، وسبب ذلك ما روي أنه شارك من قبل في غزو طيء، ولكنهم بخسوه حقه في الغنائم، إذ فرضوا له نصيب العبد منها وهو النصف فأبى، ومن ثم تقاعس عن الخوض في المعركة. واشتد الخطب على بني عبس حتى كادت أن تُسلب خيراتها وتدور عليها الدوائر، وحينئذ صاح بعنترة أبوه قائلاً: "كُرّ ياعنترة!"، فأجاب عنترة على النداء: "لا يحسن العبد الكر الا الحلاب والصر". وفي تلك اللحظة لم يجد أبوه بدلاً من أن يمنحه اعتباره فصاح به: "كُرّ وأنت حر". فكرّ عنترة وراح يهاجم وهو ينشد:
أنا الهجين عنترة كل امرئ يحمي حرَه
أســودَه وأحمــرَه والشعرات المشعره
الواردات مـــشفــــره
وكان النصر لبني عبس فاحتفلت القبيلة بعنترة وكرمته[2].
عنترة وعبلة
صورة حديثة لصخرة في منطقة الجواء، السعودية حيث يقال بأن عنتر كان يقابل حبيبته عبلة
أحبّ عنترة ابنة عمه عبلة بنت مالك أعظم الحب وأشده، وكانت من أجمل نساء قومها وأبعدهم صيتاً في اكتمال العقل ونضرة الصبا، ويقال إنه كان من أقسى مايعيق هذا الحب صلف أبيها مالك وأنفة أخيها عمرو.
تقدم عنترة إلى عمه مالك يخطب ابنته عبلة، ولكنه رفض أن يزوج ابنته من رجل أسود. ويقال: إنه طلب منه تعجيزاً له وسداً للسبل في وجهه ألف ناقة من نوق النعمان المعروفة بالعصافير مهراً لإبنته، ويقال: إن عنترة خرج في طلب عصافير النعمان حتى يظفر بعبلة، وإنه لقي في سبيلها أهوالاً جساماً، ووقع في الأسر، ثم تحقق حلمه في النهاية وعاد إلى قبيلته ومعه مهر عبلة ألفاً من عصافير الملك النعمان. ولكن عمه عاد يماطله ويكلفه من أمره شططاً، ثم فكر في أن يتخلص منه، فعرض ابنته على فرسان القبائل على أن يكون المهر رأس عنترة.
ثم تكون النهاية التي أغفلتها المصادر القديمة وتركت الباحثين عنها يختلفون حولها، فمنهم من يرى أن عنترة فاز بعبلة وتزوجها، ومنهم من يرى أنه لم يتزوجها، وإنما ظفر بها فارس آخر من فرسان العرب[8].
وقد سكتت المصادر العربية عن ذكر عبلة إلا في مجال تشبيب عنترة بها وحبه لها، فلم تنوّه عما إذا كان قد تزوج بها أم بقي حبه معلقاً. حيث ذهب البعض إلى القول بأن عنترة لم يتزوج عبلة، بل تبتل في حبها، وأن أباها وأخاها منعاه من زواجها، وأنها زوجت أحد أشراف قومها على رغم عنترة. وقد قاس أصحاب هذا الرأي قولهم هذا قياساً على عادة العرب من منعها بناتها أن يزففن إلى من يشبب بهن قبل الزواج.
ويميل البعض إلى الرأي القائل أن عنترة تزوج عبلة لعوامل وأسباب، منها أنه قد استحلق بنسب أبيه فزالت عنه هجنة النسب وأصبح ابن عم لعبلة، ثم إنه كان من أشهر فرسان قبيلة بني عبس بل فارس من فرسان العرب، وقوته وفروسيته مما لا يغفله من حسابه من يريد زواج عبلة، إذ إنه سيتعرض لانتقام عنترة وثأره لكرامته[7].
وفاته
انتهت حياة عنترة بعد أن بلغ من العمر تسعون عاماً تقريباً، فقد كانت حياته منحصرة بين سنتي 525 و615 ميلادية، وذكر الزركلي في الأعلام أن وفاته كانت في عام 600 ميلادية، وهو مايوازي العام الثاني والعشرين قبل الهجرة[7].
وذكر في نهاية عنترة روايات عدة، على أن الرواية المتداولة والمرجّحة هي رواية صاحب الأغاني بقوله أن عنترة أغار على بني نبهان من طيء فطرد لهم طريدة وهو شيخ كبير، فجعل يرتجز وهو يطردها ويقول: آثار ظُلمان بقاعٍ محربٍ.
قال: وكان زرّ (وقيل وزر) بن جابر النبهاني في فتوّة، فرماه وقال: خذها وأنا ابن سلمى، فقطع مطاه (أي ظهره)، فتحامل بالرمية حتى أتى أهله، فقال وهو مجروح:
وإنّ ابن سلمى عنده فاعلموا دمي
وهيهات لا يُرجى ابن سلمى ولا دمي
يحلّ بأكناف الشعاب وينتمي
مكان الثريّا ليس بالمتهضّم
رماني ولم يدهش بأزرق لهذمٍ
عشيّة حلّوا بين نعفٍ ومخرمٍ
قال ابن الكلبي: وكان الذي قتله يلقّب بالأسد الرهيص الطائي.[9]
معلقته
معلقة عنترة بن شداد، هي إحدى معلقات الشعر، نظمها عنترة بعد أن عايره رجل بأنه لا يقول الشعر وأنه عبد أسود، وذكر محبوبته عبلة. تحتوي هذه المعلقة على 75 بيتا.
نص المعلقة
هل غادر الشعراء من متردم
أم هل عرفت الدار بعد توهم
يا دار عبلة بالجواء تكلمي
و عمي صباحاً دار عبلة و اسلمي
فوقفت فيها ناقتي و كأنها
فدنٌ لأقضي حاجة المتلوم
و تحل عبلة بالجواء و أهلنا
بالحزن فالصمان فالمتثلم
حييت من طللٍ تقادم عهده
أقوى و أقفر بعد أم الهيثم
حلت بأرض الزائرين فأصبحت
عسراً علي طلابك ابنة محرمٍ
علقتها عرضاً و أقتل قومها
زعماً لعمر أبيك ليس بمزعم
و لقد نزلت فلا تظني غيره
مني بمنزلة المحب المكرم
كيف المزار و قد تربع أهلها
بعنيزتين و أهلنا بالغيلم
إن كنت أزمعت الفراق فإنما
زمت ركابكم بليلٍ مظلم
ما راعني إلا حمولة أهلها
وسط الديار تسف حب الخمخم
فيها اثنتان و أربعون حلوبةً
سوداً كخافية الغراب الأسحم
إذ تستبيك بذي غروبٍ واضحٍ
عذبٍ مقبله لذيذ المطعم
و كأن فارة تاجرٍ بقسيمةٍ
سبقت عوارضها إليك من الفم
أو روضةً أنفاً تضمن نبتها
غيثٌ قليل الدمن ليس بمعلم
جادت عليه كل بكرٍ حرةٍ
فتركن كل قرارةٍ كالدرهم
سحاً و تسكاباً فكل عشيةٍ
يجري عليها الماء لم يتصرم
و خلا الذباب بها فليس ببارحٍ
غرداً كفعل الشارب المترنم
هزجاً يحك ذراعه بذراعه
قدح المكب على الزناد الأجذم
تمسي و تصبح فوق ظهر حشيةٍ
و أبيت فوق سراة أدهم ملجم
وحشيتي سرجٌ على عبل الشوى
نهدٍ مراكله نبيل المخرم
هل تبلغني دارها شدنيةٌ
لعنت بمحروم الشراب مصرم
خطارةٌ غب السرى زيافةٌ
تطس الإكام بوخد خفٍ ميتم
و كأنما تطس الإكام عشيةً
بقريب بين المنسمين مصلم
تأوي له قلص النعام كما أوت
حذقٌ يمانيةٌ لأعجم طمطم
يتبعن قلة رأسه و كأنه
حدجٌ على نعشٍ لهن مخيم
صعلٍ يعود بذي العشيرة بيضه
كالعبد ذي الفرو الطويل الأصلم
شربت بماء الدحرضين فأصبحت
زوراء تنفر عن حياض الديلم
وكأنما تنأى بجانب دفها الـ
ـوحشي من هزج العشي مؤوم
هرٍ جنيبٍ كلما عطفت له
غضبى اتقاها باليدين وبالفم
بركت على جنب الرداع كأنما
بركت على قصبٍ أجش مهضم
وكأن رباً أو كحيلاً معقداً
حش الوقود به جوانب قمقم
ينباع من ذفرى غضوبٍ جسرةٍ
زيافةٍ مثل الفنيق المكدم
إن تغدفي دوني القناع فإنني
طبٌ بأخذ الفارس المستلئم
أثني علي بما علمت فإنني
سمحٌ مخالقتي إذا لم أظلم
وإذا ظلمت فإن ظلمي باسلٌ
مرٌ مذاقه كطعم العلقم
ولقد شربت من المدامة بعدما
ركد الهواجر بالمشوف المعلم
بزجاجةٍ صفراء ذات أسرةٍ
قرنت بأزهر في الشمال مفدم
فإذا شربت فإنني مستهلكٌ
مالي وعرضي وافرٌ لم يكلم
وإذا صحوت فما أقصر عن ندىً
وكما علمت شمائلي وتكرمي
وحليل غانيةٍ تركت مجدلاً
تمكو فريصته كشدقٍ الأعلم
سبقت له كفي بعاجل طعنةٍ
ورشاش نافذةٍ كلون العندم
هلا سألت الخيل يا بنة مالكٍ
إن كنت جاهلةً بما لم تعلمي
إذ لا أزال على رحالة سابحٍ
نهدٍ تعاوره الكماة مكلم
طوراً يجرد للطعان وتارةً
يأوي إلى حصد القسي عرمرم
يخبرك من شهد الوقيعة أنني
أغشى الوغى وأعف عند المغنم
ومدجج كره الكماة نزاله
لا ممعنٍ هرباً ولا مستسلم
جادت له كفي بعاجل طعنةٍ
بمثقفٍ صدق الكعوب مقوم
فشككت بالرمح الأصم ثيابه
ليس الكريم على القنا بمحرم
فتركته جزر السباع ينشنه
يقضمن حسن بنانه والمعصم
ومسك سابغةٍ هتكت فروجها
بالسيف عن حامي الحقيقة معلم
ربذ يداه بالقداح إذا شتا
هتاك غايات التجار ملوم
لما رآني قد نزلت أريده
أبدى نواجذه لغير تبسم
عهدي به مد النهار كأنما
خضب البنان ورأسه بالعظلم
فطعنته بالرمح ثم علوته
بمهندٍ صافي الحديدة مخذم
بطلٍ كأن ثيابه في سرحةٍ
يحذى نعال السبت ليس بتوءم
يا شاة ما قنصٍ لمن حلت له
حرمت علي و ليتها لم تحرم
فبعثت جاريتي فقلت لها اذهبي
فتجسسي أخبارها لي و اعلم
قالت رأيت من الأعادي غرةً
و الشاة ممكنةٌ لمن هو مرتم
و كأنما التفتت بجيد جدايةٍ
رشأٍ من الغزلان حرٍ أرثم
نبئت عمراً غير شاكر نعمتي
و الكفر مخبثةٌ لنفس المنعم
و لقد حفظت وصاة عمي بالضحا
إذ تقلص الشفتان عن وضح الفم
في حومة الحرب التي لا تشتكي
غمراتها الأبطال غير تغمغم
إذ يتقون بي الأسنة لم أخم
عنها و لكني تضايق مقدمي
لما رأيت القوم أقبل جمعهم
يتذامرون كررت غير مذمم
يدعون عنتر و الرماح كأنها
أشطان بئرٍ في لبان الأدهم
ما زلت أرميهم بثغرة نحره
و لبانه حتى تسربل بالدم
فازور من وقع القنا بلبانه
و شكا إلي بعبرةٍ و تحمحم
لو كان يدري ما المحاورة اشتكى
و لكان لو علم الكلام مكلمي
و لقد شفى نفسي و أبرأ سقمها
قبل الفوارس ويك عنتر أقدم
وَالخَيلُ تَقتَحِمُ الخَبارَ عَوابِساً
مِن بَينِ شَيظَمَةٍ وَآخَرَ شَيظَمِ
ذُلُلٌ رِكابي حَيثُ شِئتُ مُشايِعي
لُبّي وَأَحفِزُهُ بِأَمرٍ مُبرَمِ
وَلَقَد خَشيتُ بِأَن أَموتَ وَلَم تَدُر
لِلحَربِ دائِرَةٌ عَلى اِبنَي ضَمضَمِ
الشاتِمَي عِرضي وَلَم أَشتِمهُما
وَالناذِرَينِ إِذا لَم اَلقَهُما دَمي
إِن يَفعَلا فَلَقَد تَرَكتُ أَباهُما
جَزَرَ السِباعِ وَكُلِّ نَسرٍ قَشعَمِا
اسمه
اشتقاق اسم عنترة من ضرب الذباب يقال له العنتر وإن كانت النون فيه ليست بزائدة فهو من العَتْرِ والعَتْرُ الذبح والعنترة أيضاً هو السلوك في الشدائد والشجاعة في الحرب. وإن كان الأقدمون لا يعرفون بأيهما كان يدعى: بعنتر أم بعنترة فقد اختلفوا أيضاً في كونه اسماً له أو لقباً. وكان عنترة يلقب بالفلحاء، من الفلح أي شق في شفته السفلى وكان يكنى بأبي الفوارس لفروسيته ويكنى بأبي المعايش وأبي أوفى وأبي المغلس لجرأته في الغلس أو لسواده الذي هو كالغلس، وقد ورث ذاك السواد من أمه زبيبة، إذ كانت أمه حبشية وبسبب هذا السواد الكثيف عده القدماء من أغرب العرب.
درج بعض الرواة على تسمية عنترة باسم عنتر أحياناً، ولربما استناداً إلى ما سمعوه من قوله:
يدعُونَ عنترُ والرّماحُ كأنّها
أشطانُ بئر في لبَان الأدهمِ
وقوله في موضع ثان:
ولقَد شفَى نفسِي وأبرَأ سُقمها
قيل الفَوارس ويْك عنتر أقدمِ
وقد شرح الخطيب التبريزي البيت الأول بقوله: "ويروى عنتر-أي بالضم- فمن رواه بفتح الراء فإنه رخّم عنترة وترك ما قبل المحذوف على حاله مفتوحاً، ومن روى عنتر وضمّ الراء احتمل الوجهين: أحدهما أن يكون قد جعل مابقي اسماً على حاله إلّا أنه قد صار طرفاً كحرف الأعراب، والثاني مارواه المبرّد عن بعضهم أنه كان يسمى "عنتراً"، فعلى هذا الوجه لا يجوز إلا الضمّ، هكذا ذكره النحاس، ويجوز أن يكون عنتر على هذا الوجه منصوباً بـ"يدعون" ". ويذكر شارح القاموس أنه "قد يكون اسمه عنتراً كما ذهب إليه سيبويه". على أن المتواتر في الكتب المعتمدة وماعليه الكثيرون هو أن اسمه "عنترة" لا "عنتر" والعنترة السلوك في الشدائد والشجاعة في الحرب، وهذا أقرب إلى مسمى فارس بني عبس.[1]
مولده ونشأته
ولد عنترة في الربع الأول من القرن السادس الميلادي [2] ، وبالاستناد إلى أخباره، واشتراكه في حرب داحس والغبراء فقد حدّد ميلاده في سنة 525م. تعزّز هذه الأرقام تواتر الأخبار المتعلّقة بمعاصرته لكل من عمرو بن معدي كرب والحطيئة وكلاهما أدرك الإسلام[3].
أمه كانت أميرة حبشية يقال لها زبيبة ررغر، أُسرت في هجمة على قافلتها و أعجب بها شداد فأنجب منها عنترة، وكان لعنترة اخوة من أمه عبيد هم جرير وشيبوب. وكان هو عبداً أيضاً لأن العرب كانت لا تعترف ببني الإماء إلا إذا امتازوا على أكفائهم ببطولة أو شاعرية أو سوى ذلك[4].
نسبه
هو: عنترة بن عمرو بن شداد بن معاوية بن قراد بن مخزوم بن ربيعة وقيل عوف بن مالك بن غالب بن قطيعة بن عبس بن بغيض بن ريث بن غطفان بن سعد بن قيس عيلان بن مضر.[5]
صفاته
وُلد عنترة لأب عربيّ وأمّ حبشيّة، فجاء مختلفاً عن بقية أقرانه في ضخامة خلقته وعبوس وجهه وتلفلف شعره وكبر شدقيه وصلابة عظامه وشدة منكبيه،وطول قامته، وشبه خلقته لأبيه شداد.[6]
حياته في العبودية
ذاق عنترة مرارة الحرمان وشظف العيش ومهانة الدار لأن أباه لم يستلحقه بنسبه، فقد كان أبوه هو سيده، يعاقبه أشد العقاب على مايقترفه من هنات، وكانت سمية زوجة أبيه تدس له عند أبيه وتحوك له المكائد، ومن ذلك أنها حرشت عليه أباه مرة، وقالت له: "إن عنترة يراودني عن نفسي". فغضب أبوه غضباً شديداً وعصفت برأسه حميته، فضربه ضرباً مبرحاً بالعصا وأتبعها بالسيف، ولكن سمية أدركتها الرحمة في النهاية فارتمت عليه باكية تمنع ضربات أبيه، فرقّ أبوه وكفّ عنه. فاعتبر عنترة بشعر يقول فيه[7]:
أمِــن سميـة دمع العين تذريـفُ
لو أن ذا منك قبل اليوم معروف
كأنها يــوم صــدّت مــاتكلمني
ظبي بعسفان ساجي الطرف مطـروف
تجلّلتني إذ أهــوى العصا قِبلي
كأنهـا صنــم يُعتــاد معكــوف
المــال مـالكم والعبد عبـدكم
فهــل عذابك عني اليـوم مصروف
تنسى بلائي إذا مـاغـارة لقحـت
تخرمنها الطـــوالات السـراعيف
يخرجن منها وقد بلّت رحــائلها
بالماء يركضها المُرد الغطاريف
قد أطعنُ الطعنة النجلاء عن عرضٍ
تصفر كــف أخيها وهــو منـزوف
لا شك للمـرء أن الـدهر ذو خلف
فيه تفــرّق ذو إلــف ومــألوف
استلحاقه بنسب أبيه
ذلك أن قبيلة طيء أغارت على عبس في ثأر لها، إذ سبق لقبيلة عبس أن غزتها واستاقت إبلها، وكان عنترة مع بني قومه في حومة النزال، ولكنه اشترك مدافعاً لا مهاجماً، وسبب ذلك ما روي أنه شارك من قبل في غزو طيء، ولكنهم بخسوه حقه في الغنائم، إذ فرضوا له نصيب العبد منها وهو النصف فأبى، ومن ثم تقاعس عن الخوض في المعركة. واشتد الخطب على بني عبس حتى كادت أن تُسلب خيراتها وتدور عليها الدوائر، وحينئذ صاح بعنترة أبوه قائلاً: "كُرّ ياعنترة!"، فأجاب عنترة على النداء: "لا يحسن العبد الكر الا الحلاب والصر". وفي تلك اللحظة لم يجد أبوه بدلاً من أن يمنحه اعتباره فصاح به: "كُرّ وأنت حر". فكرّ عنترة وراح يهاجم وهو ينشد:
أنا الهجين عنترة كل امرئ يحمي حرَه
أســودَه وأحمــرَه والشعرات المشعره
الواردات مـــشفــــره
وكان النصر لبني عبس فاحتفلت القبيلة بعنترة وكرمته[2].
عنترة وعبلة
صورة حديثة لصخرة في منطقة الجواء، السعودية حيث يقال بأن عنتر كان يقابل حبيبته عبلة
أحبّ عنترة ابنة عمه عبلة بنت مالك أعظم الحب وأشده، وكانت من أجمل نساء قومها وأبعدهم صيتاً في اكتمال العقل ونضرة الصبا، ويقال إنه كان من أقسى مايعيق هذا الحب صلف أبيها مالك وأنفة أخيها عمرو.
تقدم عنترة إلى عمه مالك يخطب ابنته عبلة، ولكنه رفض أن يزوج ابنته من رجل أسود. ويقال: إنه طلب منه تعجيزاً له وسداً للسبل في وجهه ألف ناقة من نوق النعمان المعروفة بالعصافير مهراً لإبنته، ويقال: إن عنترة خرج في طلب عصافير النعمان حتى يظفر بعبلة، وإنه لقي في سبيلها أهوالاً جساماً، ووقع في الأسر، ثم تحقق حلمه في النهاية وعاد إلى قبيلته ومعه مهر عبلة ألفاً من عصافير الملك النعمان. ولكن عمه عاد يماطله ويكلفه من أمره شططاً، ثم فكر في أن يتخلص منه، فعرض ابنته على فرسان القبائل على أن يكون المهر رأس عنترة.
ثم تكون النهاية التي أغفلتها المصادر القديمة وتركت الباحثين عنها يختلفون حولها، فمنهم من يرى أن عنترة فاز بعبلة وتزوجها، ومنهم من يرى أنه لم يتزوجها، وإنما ظفر بها فارس آخر من فرسان العرب[8].
وقد سكتت المصادر العربية عن ذكر عبلة إلا في مجال تشبيب عنترة بها وحبه لها، فلم تنوّه عما إذا كان قد تزوج بها أم بقي حبه معلقاً. حيث ذهب البعض إلى القول بأن عنترة لم يتزوج عبلة، بل تبتل في حبها، وأن أباها وأخاها منعاه من زواجها، وأنها زوجت أحد أشراف قومها على رغم عنترة. وقد قاس أصحاب هذا الرأي قولهم هذا قياساً على عادة العرب من منعها بناتها أن يزففن إلى من يشبب بهن قبل الزواج.
ويميل البعض إلى الرأي القائل أن عنترة تزوج عبلة لعوامل وأسباب، منها أنه قد استحلق بنسب أبيه فزالت عنه هجنة النسب وأصبح ابن عم لعبلة، ثم إنه كان من أشهر فرسان قبيلة بني عبس بل فارس من فرسان العرب، وقوته وفروسيته مما لا يغفله من حسابه من يريد زواج عبلة، إذ إنه سيتعرض لانتقام عنترة وثأره لكرامته[7].
وفاته
انتهت حياة عنترة بعد أن بلغ من العمر تسعون عاماً تقريباً، فقد كانت حياته منحصرة بين سنتي 525 و615 ميلادية، وذكر الزركلي في الأعلام أن وفاته كانت في عام 600 ميلادية، وهو مايوازي العام الثاني والعشرين قبل الهجرة[7].
وذكر في نهاية عنترة روايات عدة، على أن الرواية المتداولة والمرجّحة هي رواية صاحب الأغاني بقوله أن عنترة أغار على بني نبهان من طيء فطرد لهم طريدة وهو شيخ كبير، فجعل يرتجز وهو يطردها ويقول: آثار ظُلمان بقاعٍ محربٍ.
قال: وكان زرّ (وقيل وزر) بن جابر النبهاني في فتوّة، فرماه وقال: خذها وأنا ابن سلمى، فقطع مطاه (أي ظهره)، فتحامل بالرمية حتى أتى أهله، فقال وهو مجروح:
وإنّ ابن سلمى عنده فاعلموا دمي
وهيهات لا يُرجى ابن سلمى ولا دمي
يحلّ بأكناف الشعاب وينتمي
مكان الثريّا ليس بالمتهضّم
رماني ولم يدهش بأزرق لهذمٍ
عشيّة حلّوا بين نعفٍ ومخرمٍ
قال ابن الكلبي: وكان الذي قتله يلقّب بالأسد الرهيص الطائي.[9]
معلقته
معلقة عنترة بن شداد، هي إحدى معلقات الشعر، نظمها عنترة بعد أن عايره رجل بأنه لا يقول الشعر وأنه عبد أسود، وذكر محبوبته عبلة. تحتوي هذه المعلقة على 75 بيتا.
نص المعلقة
هل غادر الشعراء من متردم
أم هل عرفت الدار بعد توهم
يا دار عبلة بالجواء تكلمي
و عمي صباحاً دار عبلة و اسلمي
فوقفت فيها ناقتي و كأنها
فدنٌ لأقضي حاجة المتلوم
و تحل عبلة بالجواء و أهلنا
بالحزن فالصمان فالمتثلم
حييت من طللٍ تقادم عهده
أقوى و أقفر بعد أم الهيثم
حلت بأرض الزائرين فأصبحت
عسراً علي طلابك ابنة محرمٍ
علقتها عرضاً و أقتل قومها
زعماً لعمر أبيك ليس بمزعم
و لقد نزلت فلا تظني غيره
مني بمنزلة المحب المكرم
كيف المزار و قد تربع أهلها
بعنيزتين و أهلنا بالغيلم
إن كنت أزمعت الفراق فإنما
زمت ركابكم بليلٍ مظلم
ما راعني إلا حمولة أهلها
وسط الديار تسف حب الخمخم
فيها اثنتان و أربعون حلوبةً
سوداً كخافية الغراب الأسحم
إذ تستبيك بذي غروبٍ واضحٍ
عذبٍ مقبله لذيذ المطعم
و كأن فارة تاجرٍ بقسيمةٍ
سبقت عوارضها إليك من الفم
أو روضةً أنفاً تضمن نبتها
غيثٌ قليل الدمن ليس بمعلم
جادت عليه كل بكرٍ حرةٍ
فتركن كل قرارةٍ كالدرهم
سحاً و تسكاباً فكل عشيةٍ
يجري عليها الماء لم يتصرم
و خلا الذباب بها فليس ببارحٍ
غرداً كفعل الشارب المترنم
هزجاً يحك ذراعه بذراعه
قدح المكب على الزناد الأجذم
تمسي و تصبح فوق ظهر حشيةٍ
و أبيت فوق سراة أدهم ملجم
وحشيتي سرجٌ على عبل الشوى
نهدٍ مراكله نبيل المخرم
هل تبلغني دارها شدنيةٌ
لعنت بمحروم الشراب مصرم
خطارةٌ غب السرى زيافةٌ
تطس الإكام بوخد خفٍ ميتم
و كأنما تطس الإكام عشيةً
بقريب بين المنسمين مصلم
تأوي له قلص النعام كما أوت
حذقٌ يمانيةٌ لأعجم طمطم
يتبعن قلة رأسه و كأنه
حدجٌ على نعشٍ لهن مخيم
صعلٍ يعود بذي العشيرة بيضه
كالعبد ذي الفرو الطويل الأصلم
شربت بماء الدحرضين فأصبحت
زوراء تنفر عن حياض الديلم
وكأنما تنأى بجانب دفها الـ
ـوحشي من هزج العشي مؤوم
هرٍ جنيبٍ كلما عطفت له
غضبى اتقاها باليدين وبالفم
بركت على جنب الرداع كأنما
بركت على قصبٍ أجش مهضم
وكأن رباً أو كحيلاً معقداً
حش الوقود به جوانب قمقم
ينباع من ذفرى غضوبٍ جسرةٍ
زيافةٍ مثل الفنيق المكدم
إن تغدفي دوني القناع فإنني
طبٌ بأخذ الفارس المستلئم
أثني علي بما علمت فإنني
سمحٌ مخالقتي إذا لم أظلم
وإذا ظلمت فإن ظلمي باسلٌ
مرٌ مذاقه كطعم العلقم
ولقد شربت من المدامة بعدما
ركد الهواجر بالمشوف المعلم
بزجاجةٍ صفراء ذات أسرةٍ
قرنت بأزهر في الشمال مفدم
فإذا شربت فإنني مستهلكٌ
مالي وعرضي وافرٌ لم يكلم
وإذا صحوت فما أقصر عن ندىً
وكما علمت شمائلي وتكرمي
وحليل غانيةٍ تركت مجدلاً
تمكو فريصته كشدقٍ الأعلم
سبقت له كفي بعاجل طعنةٍ
ورشاش نافذةٍ كلون العندم
هلا سألت الخيل يا بنة مالكٍ
إن كنت جاهلةً بما لم تعلمي
إذ لا أزال على رحالة سابحٍ
نهدٍ تعاوره الكماة مكلم
طوراً يجرد للطعان وتارةً
يأوي إلى حصد القسي عرمرم
يخبرك من شهد الوقيعة أنني
أغشى الوغى وأعف عند المغنم
ومدجج كره الكماة نزاله
لا ممعنٍ هرباً ولا مستسلم
جادت له كفي بعاجل طعنةٍ
بمثقفٍ صدق الكعوب مقوم
فشككت بالرمح الأصم ثيابه
ليس الكريم على القنا بمحرم
فتركته جزر السباع ينشنه
يقضمن حسن بنانه والمعصم
ومسك سابغةٍ هتكت فروجها
بالسيف عن حامي الحقيقة معلم
ربذ يداه بالقداح إذا شتا
هتاك غايات التجار ملوم
لما رآني قد نزلت أريده
أبدى نواجذه لغير تبسم
عهدي به مد النهار كأنما
خضب البنان ورأسه بالعظلم
فطعنته بالرمح ثم علوته
بمهندٍ صافي الحديدة مخذم
بطلٍ كأن ثيابه في سرحةٍ
يحذى نعال السبت ليس بتوءم
يا شاة ما قنصٍ لمن حلت له
حرمت علي و ليتها لم تحرم
فبعثت جاريتي فقلت لها اذهبي
فتجسسي أخبارها لي و اعلم
قالت رأيت من الأعادي غرةً
و الشاة ممكنةٌ لمن هو مرتم
و كأنما التفتت بجيد جدايةٍ
رشأٍ من الغزلان حرٍ أرثم
نبئت عمراً غير شاكر نعمتي
و الكفر مخبثةٌ لنفس المنعم
و لقد حفظت وصاة عمي بالضحا
إذ تقلص الشفتان عن وضح الفم
في حومة الحرب التي لا تشتكي
غمراتها الأبطال غير تغمغم
إذ يتقون بي الأسنة لم أخم
عنها و لكني تضايق مقدمي
لما رأيت القوم أقبل جمعهم
يتذامرون كررت غير مذمم
يدعون عنتر و الرماح كأنها
أشطان بئرٍ في لبان الأدهم
ما زلت أرميهم بثغرة نحره
و لبانه حتى تسربل بالدم
فازور من وقع القنا بلبانه
و شكا إلي بعبرةٍ و تحمحم
لو كان يدري ما المحاورة اشتكى
و لكان لو علم الكلام مكلمي
و لقد شفى نفسي و أبرأ سقمها
قبل الفوارس ويك عنتر أقدم
وَالخَيلُ تَقتَحِمُ الخَبارَ عَوابِساً
مِن بَينِ شَيظَمَةٍ وَآخَرَ شَيظَمِ
ذُلُلٌ رِكابي حَيثُ شِئتُ مُشايِعي
لُبّي وَأَحفِزُهُ بِأَمرٍ مُبرَمِ
وَلَقَد خَشيتُ بِأَن أَموتَ وَلَم تَدُر
لِلحَربِ دائِرَةٌ عَلى اِبنَي ضَمضَمِ
الشاتِمَي عِرضي وَلَم أَشتِمهُما
وَالناذِرَينِ إِذا لَم اَلقَهُما دَمي
إِن يَفعَلا فَلَقَد تَرَكتُ أَباهُما
جَزَرَ السِباعِ وَكُلِّ نَسرٍ قَشعَمِا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق